قبل ان نبدا بمناقشه عمليات زرع معينه, نحن بحاجه الى
عرض مختصر عن الطاقه الكامنه في مختلف الخلايا والانسجه التي يتم ضمنها في
برامج الزرع المختلفه التي تم تصميمها لاعاده بعض من الوظاﺌف
بعد اصابات العمود الفقري.
خلايا وانسجة حاسة الشم
: بسبب كون انسجة الشم مكشوفه للهواء الذي نتنفسه , فهي
تتحتوي على خلايا ذات قدره تحول عاليه, بضمنها خلايا اعصاب متجدده, خلايا
جذريه سالفه وخلايا شم مغلفه .
عندما يتم زرع خلايا الشم المغلفه بالعمود الفقري
المصاب, تقوم هذه الخلايا في تشجيع تجدد محاور (اكسونات) خلايا الاعصاب عن
طريق انتاج غلاف ميلين عازل حول المحوار النامي والتالف, . افراز عوامل نمو
وانتاج جزيئات بنيويه واخرى خاصه بالنسيج البينخلوي والتي تقوم بطرح مسارات
التي ينمو ويمتد عليها المحوار.
الخلايا الجذعيه:
باءختصار, الخلايا الجذعيه هي خلايا سابقه او سالفه والتي تملك القدره على
التحول الى عدد واسع من الانسجه, مع انها مصنفه عادة الى فئتين جنينيه او
بالغه, فهي في الواقع تمثل تتابع في اصناف الخلايا والتي تستطيع في النهايه
ان تتحول الى المنتوج النسيجي النهائي.
مثال: مع تطور جهازنا العصبي المركزي, خلايا جذعيه
جنينيه تتطور الى خلايا جذعيه بالغه متخصصه اكثر. وبالمقابل, تستطيع هذه
الخلايا البالغه ان تتفرق الى خلايا اعصاب او خلايا سالفه دبقيه مقيده (
خلايا جليئال), الخلايا المذكوره اولا بمقدورها التحول الى خلايا عصبيه
والثانيه تتحول لخلايا داعمه والتي تسمى خلايا قليلة التفرع وخلايا نجميه
(خلايا استروسيته).
الخلايا الجذعيه الجنينيه واسعة النفوذ تملك اعظم قدره
على التفرق الى نطاق واسع من اصناف الخلايا, ولكنه من الصعب ارشادهن للمسار
المرغوب. الخلايا الجذعيه البالغه متواجده في معظم الانسجه, بما فيه مثال
على ذلك, الجهاز العصبي المركزي, نخاع العظم, الجلد, الامعاء, الكبد,
العضلات, بصيلات الشعر وحتى الاسنان. احيانا هذه الخلايا معبره بشكل نشيط,
مثل الانتاج المستمر لتزويد الدم بالخلايا الجذعيه. في انسجه اخرى هذه
الخلايا ساكنه وبحاجه لحثها للعمل.
رغم أن الخلايا الجذعيه البالغه تتفرق عادة الى خلايا
متخصصه مرتبطه يالانسجه الناشئه, فعندما يقوم تزويدهن باشارات معينه,
تستطيع هذه الخلايا ان تتحول الى خلايا اخرى مرتبطه بانسجه ثانيه. مثال على
ذلك, تحت الظروف الملائمه, خلايا الماخوذه من تخاع العظم باستطاعتها التحول
الى خلايا عصبيه, وبالفعل, هذه الخلايا يقوم استخدامها في برامج زرع متعدده
والمتعلقه باصاباث العمود الفقري. بالاضافه الى ذلك, عدة ابحاث تقترح بان
الخلايا الجذعيه البالغه تستطيع اعادة برمجة نفسها الى حالات جنينه سابقه.
واخيرا, مع اننا قمنا بالتوكيد على قدراتهن العلاجيه, فعندما يقوم اعطائها
الاشارات الخاطئه, فان الخلايا الجذعيه قد تتحول الى مسببة للمشاكل, قد
تسبب السرطان مثلا.
خلايا شوان:
هذه
الخلايا مسئوله عن تغليف محوار الخليه العصبيه بغلاف الميلين في الجهاز
العصبي المحيطي, والذي بخلاف الجهاز العصبي المركزي, والذي يمتلك قدره
جديره على التجدد. على مر السنين كان هناك الكثير من الجدل حول مقدرة هذه
الخلايا على احداث تاثيرات مشابهه, في التجديد عندما يقوم ادخالها الى
النخاع الشوكي المصاب.
مصدر
الخلايا وموقع الزرع: خلايا القابله للزرع
من الممكن الحصول عليها من المريض نفسه (اوتوجيني = ذاتي) , من افراد
مختلفين وراثيا, اجنه, جبل السري (الو جيني = خيفي) او من كائنات حيه اخرى
(كسينوجيني) . ثلاثة الانواع قد تم زرعها بمحاوله لارجاع وظيفة النخاع
الشوكي المصاب. لان الانسجه الذاتيه من المريض نفسه, فلن يتم رفضها عن طريق
جهاز المناعه. الخلايا الجنينه الغير ناميه وبدرجه اقل خلايا الحبل السري
تقلل من رفض جهاز المناعه.
الخلايا
المتبرع بها يتم اعادة زرعها للمريض عن طريق عدة طرق, بضمنها, النخاع
الشوكي, السائل النخاعي, الوريد او العضلات. بشكل عام, الخلايا لا يقوم
اختيارها على اساس افضل مصدر نظريا او قدرتهن على التجدد بل على اساس سهولة
عزلهن, مثل تركيز خلايا الدم الجذعيه, وكذلك. فانه من الاسهل ( ومن الامن
ولكن لعله ليس بذات النجاعه) حقن الخلايا الى داخل العضله, الدم او السائل
النخاعي على ان يتم الوصول للنخاع الشوكي جراحيا.
TOP